أرشيف

نحن نعيش عصر سقوط الكلمة وقد سقطت

بسم الله

ولدي حفظك الله وحياك

تصفحت خطفاً وعلى عجل ما جمعته في تلك الصفحات. وإذا كان "شر الرأي الدبرى" – كما قال العرب في أمثالهم – هو ما يأتي متأخراً. فإني أقول "إن سقوط الحجج والبراهين والمستندات والوثائق في تأخيرها عن وقعتها"

ونحن تأخرنا كثيراً وكثيراً في تقديم الحجج التي تثبت انتماءنا لليمن وجهادنا وتضحياتنا في سبيل سعادتها ورخائها وأمنها واستقرارها.

لقد كان همنا الأكبر في تحقيق الأهداف التي رسمها الأحرار اليمنيون والبحث عن الوسائل التي تساعدنا للوصول إليها.. ولم نلتفت يميناً ولا شمالاً ولم نخض معارك جانبية حاول الكثيرون جرنا إليها؛ ولم نفكر بالدفاع عن أنفسنا من الحملات الظالمة والرد على خصومنا بما تسود له وجوههم، ولم ننشر شهادات المنصفين والظالمين والمعترفين والجاحدين.

وكانت آخر معركة خضناها أول ما وصلنا إلى السلطة هي معركة وضع الدستور الدائم وإعلانه. حرصاً على كفالة الشروط الأساسية لقيام الديمقراطية على أساس المساواة في الحقوق والواجبات بين المواطنين دون تفرقة ولا تمييز

وتحقيقاً لمبدأ الفصل بين السلطات الذي يعتبر الضمان الأكيد للحيلولة دون عودة الحكم الفردي.

وحياطة للأجيال القادمة من أن تتعرض لحكم القهر والإذلال تحت أي لون من ألوان الديكتاتورية.

ولكن ويا للهول تكتلت القوى المعادية للدستور وللشورى في أول يوم أردنا فيه البدء بتطبيق الدستور ونفذت مؤامرتها الدنيئة التي دبرتها بليل واتخذت قراراً باستبعادنا من المشاركة في السلطة وعضوية المجلس الجمهوري عقاباً لنا ولكفاحنا وحماسنا لوضع الدستور وخشية أن نصمم على تطبيقه ما دمنا نحن الذين صممنا وحدنا على وضعه وإعلانه.

ومن ذلك التاريخ اتضح لنا جلياً أن الحق والعدل والدساتير والقوانين واللوائح والقرارات لا قيمة لها ولا تساوي الورق الذي تكتب عليه إذا لم تكن هناك قوة تحميها وتدافع عنها. وإنه بدون القوة لا يحق الحق ولا يبطل الباطل ولا تسود العدالة ولا تنمو الحرية.

فيا ولدي لا تنتظر إنصافاً ولا عدلاً ولا حقوقاً ولا دساتير ولا قوانين بدون قوة. ونحن نعيش حقا عصر سقوط الكلمة

وقد سقطت وهكذا في كل العصور وكما قال المتنبي حكيم العرب

لقد رجعت وأقلامي قوائل لي

       المجد للسيف ليس المجد للقلم

فاكتب بنا أبداً بعد الكتاب به

           فإنما نحن للأسياف كالخدمِ

من اقتضى بسوى الهندي حاجته

           أجاب كل سؤال عن هل بلم

ولست في هذا مثبطاً لك من الاستمرار  في جمع تلك الحجج الدامغة والحقائق الواضحة وربما يتيح لكم هذا العهد الذي فتح الباب على مصراعيه للكتاب وهيأ لهم وسائل الطباعة الحديثة، ربما يتيح لكم ما أتاحه للكثيرين من عمالقة الأدب والشعر والفن والله يوفقكم ويسدد خطاكم.

والدكم / أحمد محمد نعمان

زر الذهاب إلى الأعلى